شبكات التواصل الاجتماعية من أكثر الأماكن التي تسرق علينا الوقت، هذه الشبكات التي تتكاثر وتزداد خصائصها ومميزاتها وبالتالي هي تجذب المستخدمين أكثر فأكثر إليها ، تلتهم الكثير أوقاتنا الثمنية، أوقات يمكنها أن تغير حياتنا نحو الأفضل إن استثمرناها كما يجب. كنا نشكوا في السابق من ضياع الأوقات في شبكات التواصل الاجتماعية الموجودة على شبكات الانترنت ، أما الآن فقد أصبحت هذه الشبكات متواجدة بشكل أقرب وأصبحت ملازمة لنا عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ، أصبح الإنترنت متاحاً بشكل أكبر وأصبحت الأجهزة أصغر وأخف وبالتالي الوصول إلى هذه الشبكات أصبح أيسر ما يكون ، وبدون تنظيم للوقت وجدية في التعامل معه قد تضيع علينا الكثير من الأوقات بدون فائدة حقيقة.
حاولت أن أضع بين أيديكم بعض الطرق المفيدة لتنظيم الوقت وضبطه عند استخدام شبكات التواصل الاجتماعية ، وطبعاً لن تكون هذه المقالة ملمة بجميع الطرق الممكنة ، وهذه الأمور تعتمد على الخبرة في تعامل المستخدم لهذه الشبكات ، وكل مستخدم له أدواته وأساليبه ، لذا.. شاركنا عزيزي القارئ (عبر التعليقات) وأخبرنا – من واقع تجربتك – بالأفكار والأساليب المفيدة للمحافظة على الوقت كي تعم الإستفادة.
افهم سلوكك
دائماً تأتي مرحلة تشخيص المشكلة قبل وضع الحلول ، لذلك فالبداية هي ان تعرف سلوكك وعاداتك تجاه شبكات التواصل الاجتماعية ، أن تعرف كم تقضي من الوقت يومياً أو أسبوعياً على هذه الشبكات.
هنالك أدوات وتطبيقات مفيدة تساعدك في حساب الوقت الذي تقضيه داخل مواقع وتطبيقات الشبكات الاجتماعية ، منها برنامج وتطبيق RescueTime الذي يعمل في خلفية جهازك الحساوبي أو هاتفك الذكي ويقدم لك تقارير مفصلة حول الوقت الذي تقضيه في المواقع والتطبيقات بشكل مجمل، منها إحصائيات حول الوقت المستهلك في شبكات التواصل الاجتماعية، وبالتالي ستتمكن من معرفة الوقت المستهلك في دهاليز هذه الشبكات ، ثم تبدأ بوضع الحلول.
أوقات محددة
حاول أن تحدد الوقت الذي سوف تمضية داخل أي شبكة اجتماعية قبل ان تدخل فيها ، مثلاً قبل ان تدخل موقع تويتر لتطالع الجديد على الشبكة قرر أن يكون دخولك للشبكة هو لنصف ساعة مثلاً ،، استخدم بعض التطبيقات المفيدة على الهواتف المحمولة مثل التطبيقات التي تستخدم تقنية الطماطم (Pomodoro) ، والتي تقوم بتقسيم الوقت إلى 25 دقيقة لكل جلسة ، بأن تخصص جلسة واحدة لكل شبكة اجتماعية على سبيل المثال ، والتطبيق سوف ينبهك حين انتهاء الوقت ، ومن أمثل هذه التطبيقات تطبيق ClearFocus.
أوقف التنبيهات
من الأشياء التي تجذبنا إلى عالم الشبكات الاجتماعية؛ التنبيهات التي تظهر في هواتفنا الذكية أو التي تُرسل إلى إيميلاتنا ، قد يكون إيقاف بعض او كل هذه التنبيهات وخاصة على الهواتف الذكية التي ترافقنا في كل مكان نذهب إليها مفيداً في تقليل الوقت الضائع على متن هذه الشبكات ، لأن هذه التنبيهات تدخل عالمنا الشخصي دون استئذان وتجبرنا على قطع أي عمل نقوم به كي نستعرض ما قال هذا وما عمل ذاك. هذه التنبيهات تحدد هي توقيت الدخول إلى شبكات التواصل ولا تدع لنا الفرصة في أن نحدد نحن الوقت المناسب لذلك.
من المهم أن نتطرق هنا إلى مجموعات الواتس أب ، هذه المجموعات المليئة بالكلام المنقول ، قد يكون من المفيد اسكات هذه المجموعات أو بعضها (Mute) كي لا تزعجك تنبيهاتها بين الحين والآخر ، اجعلها صامتة وحدد أنت متى تستعرض محتواها عندما تجد الوقت المناسب. ينطبق هذا الكلام على الرسائل الجماعية في تطبيق Messenger الخاص بالفيسبوك ، هذا التطبيق يستخدم طريقة مميزة لعرض تنبيهات الرسائل الجديدة، لكن في نفس الوقت هذه الطريقة المميزة هي طريقة مزعجة بالنسبة لكثير من المستخدمين وتقتحكم عليهم شاشات هواتفهم بدون استئذان.
استخدام تطبيقات التراسل
هذه الطريقة مفيدة بشكل أساسي لشبكة الفيسبوك ، فأحياناً يكون الغرض من دخول شبكة الفيسبوك هو لقراءة الرسائل الجديدة ، لكن أحياناً كثيرة تستدرجنا هذه الشبكة وتسحبنا لقراءة المنشورات واحداً تلو الآخر حتى نفاجأ أنه قد مر ساعة أو ساعتين ولم نقم بأداء المهمة الأساسية بعد (قراءة الرسائل)
حل هذه المشكلة هو في استخدام تطبيق الوب الخاص برسائل الفيسبوك (messenger) الذي تم إطلاقه مؤخرا بشكل رسمي من قِبل الفيسبوك ، هذا الموقع مخصص مخصص لخدمة التراسل فقط، أو يمكن استخدام تطبيق التراسل الخاص بالفيسبوك messenger على الأندرويد أو الآيزو.
أربط حساباتك ببعضها
إذا كنت من النشطين على شبكات التواصل ومن الذين يكتبون وينشرون كثيراً ، فقم بتحديد شبكة اجتماعية واحدة هي المفضلة لديك للكتابة فيها والتفاعل مع الآخرين فيها ،، ثم قم بربط بقية الشبكات الاجتماعية بهذه الشبكة ، بحيث تقوم بالكتابة والنشر في شبكة واحدة وتظهر هذه المنشورات في بقية الشبكات بشكل تلقائي ، يمكنك قراءة مقالة، أو يمكنك استخدام عدة أدوات وخدمات تساعدك على إدارة حساباتك في هذه الشبكات والنشر المتوازي في جميع الشبكات ، مثل خدمة hootsuite أو BufferApp
جدول منشوراتك
خاصية الجدولة من الخصائص المفيدة عند التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعية ، فعن طريقها يمكن كتابة ووضع جميع منشورات اليوم في نصف ساعة فقط ثم الجدولة ستقوم بالعمل المطلوب من أجل نشر تلك المنشورات في الأوقات المناسبة التي تحددها أنت دون تدخل منك ،، طبعاً هذه الخاصية ستكون أكثر إفادة في حالة استعمال الشبكات الاجتماعية بشكل احترافي وفي عالم المال والأعمال (مثلاً لتمثيل الشركة أو المؤسسة).
ليست كل شبكات التواصل الاجتماعية توفر خاصية الجدولة ،، صفحات الفيسبوك توفر هذه الخاصية بدون أي إضافات خارجية ، أما موقع تويتر ، وأما الوسيلة الأفضل والحل الأكثر احترافية فهو بواسطة استخدام أدوات وتطبيقات خارجية من أجل إدارة حسابات الشبكات الاجتماعية وكذلك جدولة المنشورات فيها جميعاً ، فتكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد.
استخدم Pocket
تطبيق Pocket من التطبيقات المفيده في مجال استغلال الأوقات، فهو مخصص لحفظ وإرسال بعض المقالات او المنشورات الطويلة ومن ثم قراءتها في وقت الفراغ عبر الهواتف الذكية أو عبر أي جهاز آخر ، يمكن استخدام هذا التطبيق في شبكات التواصل الاجتماعية وخاصة الفيسبوك ، طبعاً لن يكون هذا التطبيق مفيد لشبكة تويتر على سبيل المثال لأن المحتوى فيها صغيرة ومختصر ، لكن في الفيسبوك قد تصل إلى منشور طويل أو ملاحظة مطولة مفيدة تحب أن تقرأها ،، لكن الوقت لا يسمح لذلك ، أو أنك قد حددت الوقت المخصص لإبحارك داخل تلك الشبكة ولن تتمكن من قراءة تلك الصفحة المطولة ،، لذلك يمكنك ببساطة إرسال ذلك المنشور إلى حسابك في Pocket ومن ثم قرائته في وقت لاحق (وأنت في المواصلات مثلاً)=رابط=
تطبيق Pocket يعمل على العديد من المنصات ، كما أن له إضافة خاصة بمتصفح كروم ، يمكنك استخدام هذه الإضافات عبر المتصفحات من أجل سهولة إرسال أي محتوى من أي موقع أو شبكة اجتماعية ، ما عليك إلا أن تنقر على الأيقونة وأنت داخل الصفحة المحتوى المطول
اخرج من المجموعات
اخرج من المجموعات التي لا تهمك ، من العيوب الموجودة في بعض شبكات التواصل الاجتماعي وأعني شبكة الفيسبوك وتطبيق الواتس أب ، هو أن الآخرين يمكنهم أن يضيفوك إلى مجموعاتهم بدون إذنك،، قد تقوم الصبح وتجد نفسك قد أصبحت في مجموعة واتسب وأن هنالك خمسين أو مائة رسالة بإنتظار قراءتك لها ، أو تفاجأ أنك قد أصبحت عضواً في عشرات المجموعات في الفيسبوك وأنت لا تعلم من أدخلك فيها؟
تلك المجموعات التي لا فائدة منها قد تسرق وقتك بشكل كبير ، وخاص تلك التي في الواتسب اب ، إذا كانت المجموعة لا تقدم لك فائدة واضحة واستغنائك عنها ليس له أي أثر سلبي، فقم بالخروج منها لأن وقتك أثمن وأهم من أن يضيع في القيل والقال وقراءة المنقولات من هنا وهناك.
اقرأ فقط
ليس مطلوباً منك أن تشارك في كل حوار أو ان تكتب رأيك على كل مقال ، إن كتابة الرد المسؤول في شبكات التواصل الاجتماعية يتطلب منك أن تكون ملماً بالموضوع بشكل جيد وأن تصيغ عباراتك بشكل منسق من أجل أن لا يُفهم كلامك بشكل خاطئ ، وهذا كله يتطلب منك بعض الوقت لكتابة رد مناسب ، فإذا كنت من اللذين يردون على كل منشور في الفيسبوك أو كل تغريده في تويتر مثلاً ، فسيأخذ منك هذا وقتاً كبير كل يوم ، لذلك تعود أن لا تكتب وأن لا ترد إلا للضرورة.
Ratings Preview for YouTube
هذه الأداة تساعدك على توفير الوقت في شبكة اليوتيوب ، طبعاً شبكة اليوتيوب تأخذ نصيب جيد من وقتنا المهدر في الشبكات الاجتماعية ، واليوتيوب عملياً هو شبكة اجتماعية لكنه يقوم على أساس المحتوى بدلاً من العلاقات. إن خاصية الفيديوهات المتعلقة التي تظهر في الجانب الأيسر أو الأيمن في صفحة الفيديو تجذبنا دائماً لمشاهدة فيديو بعد فيديو ، وتستمر السلسة حتى نفاجأ بمقدار الوقت المهدر داخل اليوتيوب.
أداة (Ratings Preview for YouTube) على متصفحات الوب تقوم بعرض تقييم كل فيديو من قبل ان تدخل إلى صفحة الفيديو وتشاهده ، عبر إظهار شريط تحت الصورة المصغرة للفيديو ، بحيث تعرف الفيديوهات ذات التقييم المنخفظ فتتجنبها كي لا تضيع وقتك فيها لأنها لن ذات فائدة في الغالب ، ومن أجل ان تعرف المقاطع التي نالت تقييماً عالياً وتصل إليها مباشرة.
No comments:
Post a Comment